شيخنا الفاضل .. لم يريحوك حياً ولا ميتاً

تخيل نفسك تفتح موقعاً للتواصل الاجتماعي لتقرأ خبر وفاتك وأنت على قيد الحياة..
هذا ما يحدث للكثيرين في مجتمعنا السوداني المغرم بتداول الشائعات، خاصة شائعات الوفيات لأناس ما زالوا على قيد الحياة . ورغم أن الشائعة يتم نفيها وتأكيد المقربين لهم أنهم أحياء يرزقون، إلا أن رواد مواقع التواصل الاجتماعى الذين يعيشون فى عالمهم الافتراضى منعزلين عن الواقع، يرددون الشائعة باستمرار ويساعدون في نشرها دون الالتفات إلى ذلك النفي.

في الماضي كان المجتمع السوداني يتحفظ كثيراً في نشر أخبار الوفيات إلا بعد تأكيدها من أهل الميت ، ولكن مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي و صعوبة تحديد المسئولية الأخلاقية والقانونية حيال مصدر الاشاعة وأسبابها أصبحت هذه الظاهرة تنتشر بشكل مزعج ..

فقبل عام تقريباً أطلق البعض شائعة وفاة الفنان الكبير عبدالكريم الكابلي وانتشرت الشائعة في وسائل التواصل الاجتماعي حتى اضطرت أسرته إلى إصدار بيان مكتوب نفت فيه هذه الشائعة ، وقبلها حدث الأمر نفسه مع الإعلامي حمدي بدر الدين الذي اضطر (رحمه الله) إلى الخروج إلى الناس في مقطع فيديو وهو في غاية الاستياء لينفي شائعة وفاته ، ثم تكرر الأمر مع الفنان صلاح بن البادية وغيرهم من المشاهير الذين ماتوا فيما بعد بالفعل وأراحوا الناس من شائعة موتهم ..

في 28 سبتمبر 2016 أطلق بعض الذين في قلوبهم مرض شائعة وفاة الشيخ محمد أحمد حسن، وسرت الشائعة في وسائل التواصل الاجتماعي سريان النار في الهشيم ، وحزن الناس الذين أحبوا الشيخ وأحبوا أسلوبه في الدعوة إلى الله ، مما اضطر أسرته إلى نفي الشائعة في وقتها .. ثم تكررت نفس الشائعة مرة أخرى في يناير من العام الماضي 2019م ، مما اضطر الشيخ إلى نفيها بنفسه تلك المرة من خلال مقطع فيديو شهير ..
ويشاء الله أن يقبض إليه روح عبده الصالح يوم أمس الثلاثاء بعد عمر حافل من الدعوة والزهد والبساطة وحب الخير ، ولكن أصحاب النفوس المريضة محبي الشائعات عمدوا إلى ذلك المقطع القديم الذي نفى فيه الشيخ خبر وفاته ونشروه بشكل كبير في الأسافير بقصد إحداث بلبلة بين الناس حتى بات أغلب الناس ليلتهم بين مصدق للمقطع ومكذب ..

رحم الله الفقيد الشيخ محمد أحمد حسن رحمة واسعة وجعل مثواه الجنة مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئم رفيقاً ..
أما أولئك الذين يكذبون ويتحرون الكذب فأسأل الله أن يجعل كيدهم في نحرهم وأن يفضحهم على الملأ في الدنيا قبل الآخرة وأن يخرس ألسنتهم ويشل أقلامهم ، إنه ولي ذلك والقادر عليه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى