ظاهرة مزعجة جداً انتشرت في وسائل التواصل الاجتماعي عامة وفي الواتساب على وجه الخصوص تتمثل في قيام بعض من في قلبهم مرض إضفاء هالة حول الشخصية السودانية من خلال فبركة الأخبار حول أمانة السودانيين ونسج حكايات من وحي خيالهم ومحاولة تدعيمها بصور مأخوذة من الانترنت .. وللأسف تنتشر مثل هذه الأخبار الكاذبة بمتوالية هندسية عبر مجموعات الواتساب دون أن يكلف الواحد نفسه عناء التثبت من الخبر أو الصورة المرفقة به.
فبعد قصة “الراعي الأمين” قرأنا عشرات الأخبار الكاذبة التي تدور حول نفس المفهوم، وليس خافياً أن مثل هذه الأخبار المختلقة تأتي بمردود عكسي تماماً لأنها تنتقل عبر الوسائط نفسها إلى دول الجوار وتجعلنا اضحوكة أمام من نحاول تجميل صورتنا أمامهم ..
قبل فترة ليست بالبعيدة تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي خبراً مفاده أن ( سودانياً ) اسمه محمد نزار يعمل سائقاً للتاكسي في بريطانيا قد أعاد مبلغ 10,000 جنيه إسترليني نساها صاحبها في حقيبة داخل سيارته ..
ومضى كاتب الخبر يقول إن السائق السوداني محمد نزار قد أوصل السيد أدريان كوين بسيارته إلى محطة القطار بمدينة والسال البريطانية وعندما ترجل كوين من السيارة نسي حقيبة ظهره التي تحتوي على مبلغ عشرة آلاف جنيه استرليني ورثها عن والدته بعد وفاتها .. وقال كوين: لقد أصبت بالذعر لأن خسارة تلك الأموال تعني نهاية عملي .. ولكن عندما عاد إلى المحطة وجد السائق في انتظاره والحقيبة معه ليعيدها له ..
وتمضي بقية القصة إلى نهايتها بأن أهدى كوين بعض المال للسائق السوداني تقديراً وشكراً لأمانته وقال إنه يعتبره أفضل صديق في العالم ..ولكن بعد بالتحقق من الخبر في كبريات الصحف البريطانية التي تناقلت الخبر يتضح لنا أن سائق التاكسي محمد نزار ( باكستاني الجنسية ) أماً وأباً ولا علاقة له بالسودان لا من قريب ولا من بعيد ..
أحدث الأخبار الكاذبة يقول أن فتاة سودانية تقيم بدولة الأمارات العربية قد عثرت على مبلغ 2 مليون درهم داخل شنطة في موقف سيارات وذهبت به إلى قسم شرطة دبي التي قامت بتكريم الفتاة بسيارة BMW موديل 2015 !!
ويختتم صاحب الخبر خبره المفبرك بقوله: السودان في المرتبة الأولى من حيث الأمانة وأرفع رأسك انت سوداني..
.
وغني عن القول أن الخبر مختلق جملة وتفصيلاً ، بل إن الصورة المرفقة مع الخبر مأخوذة من الصفحة الرسمية لشرطة دبي في الفيسبوك وهي للأستاذة مريم الرصاصي مدير الإدارة المالية في موانئ دبي العالمية عقب توقيعها اتفاقية تعاون مع شرطة دبي ..
ولعل من قام بفبركة هذا الخبر قد استغل ملامح هذه السيدة السمراء وصاغ عليها خبره الكاذب.
ليتنا نتوخى الدقة في نقل وتمرير مثل هذه الأخبار لأن هذه القصص المفبركة تسيء إلينا كسودانيين قبل كل شيء وتضع مصداقيتنا عند بقية الجنسيات على المحك وتجعل من كل قصص الأمانة الأخرى المنسوبة إلينا محل شك كبير ، خاصة وأن حبل الكذب في هذه الأيام قد أصبح قصيراً جداً بفضل الانترنت وسهولة الحصول على المعلومة والتحقق منها ..
..
صدقت والله